نعم للثورة الفكرية

"نعم للثورة الفكرية " هي بقعة ضوء ومتنفس حرية لكل الطامحين لإقامة مجتمع يحترم كل افراده على اختلافاتهم وتنوعهم.

الخميس، 18 يونيو 2015

العنف الأسري ومقتل ساره الشريف

       ظاهرة العنف الأسري ضد المرأة ظاهرة ليست حديثة و لا غريبة على عالمنا لها مجرمون ساعدوا في نشأتها وضحايا دفعوا كرامتهم، إنسانيتهم و حتى حياتهم بسببها، كما لها جمعيات و مؤسسات تعمل ليل نهار لتقوم بحماية المجتمع من آثارها و لتحاول القضاء على أسبابها. و رغم  أن هذه الظاهرة تسكن العديد من البيوت إلا أنها كانت لفترة من الزمان بعيدة عن أعين الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي إلى أن أتت قصة سارة الشريف لتكون هي الشعلة التي أشعلت الفتيل ، لفتت أنظار الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي و أنظار العالم كله لهذه الظاهرة و بدء الكل يتناول هذه الظاهرة و كأنها ظاهرة حديثة لم تعرفها مجتمعاتنا من قبل مع أنها مستوطنة و ساكنة في العديد من بيوتنا. لمن لا يعرف من هي سارة الشريف و ما هي قصتها؟ سارة الشريف فتاة عربية في ال30 من عمرها كانت ضحية لهذه الظاهرة ، كانت ضحية فقدت حياتها فقط لأنها طالبت في حق من أبسط حقوقها.

 لن أتحدث كثير في تفاصيل الحادثة لأن ما شدني لكتابة في هذا الموضوع ليست الحادثة إنما ردود الفعل التي أتت بعد نشر تفاصيل الحادثة. فجأة استقيظت المجتمعات و خرج الناس عن صمتهم و لكنني على يقين أنهم سيعودون لصمتهم بعد أربعين سارة الشريف ليخرجوا من صمتهم مرة أخرى بعد أن تقع ضحية جديدة لظاهرة تفترس مجتمعاتنا. ضحايا العنف الأسري يطالبون بوقفة جادة من الحكومات و المجتمعات. نحن بحاجة لقوانين تعاقب مرتكبي هذه الجريمة، نعم جريمة ، جريمة تعرض المجتمع للتفكك و للإنهيار و تزيد من الأمراض النفسية. كيف نطلب من طفل نشأة و هو يرى أمه أو أخته تتعرض للضرب أن يصبح رجلاً سويا ، قادر على أن يؤسس أسرة؟

ميادة صالح